أصحاب المرجعية الإلهية الصحيحة الكاملة
وهم أهل العلم والإيمان والإتباع، الذين تتعلق مرجعيتهم الكلية الشمولية بالله تعالى على صفة صحيحة سليمة، أي أنها من حيث الثبوت والصحة قائمة على البراهين، ومن حيث السلب سالمة من المعارض المعتبر، ومن عوارض النقص والعيب.
فأهل الإسلام – في الجملة – تقوم مرجعيتهم على الإيمان بالله تعالى رباً عظيماً غنياً عن خلقه مالكاً لهم متصرفاً فيهم، متصفاً بالحسن في ذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله، ومستحقاً للعبادة وحده دون سواه، له الخلق والأمر والحكم، وهذا هو موضوع ومعلوم هذه المرجعية؛ ولذلك كان مقامها ومنزلتها أعظم وأقوم وأهدى وأشرف، إذ من المعلوم أن المتعلق – بكسر اللام – يشرف بشرف المتعلق – بفتحها – وموضوع ومعلوم هذه المرجعية متعلق برب العالمين الذي ليس كمثله شيء.
وبهذه المرجعية العالية الرفيعة يتميز أهل الإسلام على من سواهم، إضافة إلى أمور أخرى (تشريعية وأخلاقية وعبادية)، تميزهم، وترجع – في حقيقتها – إلى هذا الأصل وتعود إلى هذا المرتكز.