الخير والشر:

وهما مفهومان متغيران – لا في واقعهما – ولكن في تصورات المرجعيات المختلفة عنها، فالمرجعية المادية – مثلاً – ترى أن القيم الأخلاقية والاجتماعية نسبية ومتطورة وغير ثابتة، فإذا كان العدل اليوم خيراً، فإنه قد يصبح غداً من أقبح الشرور، وإذا كان رباط الزوجية في الإسلام من الأمور الخيرة، فهو عند كهنة البوذيين وأحبار النصارى من الشرور، وإذا كانت المعاشرة والمخالطة بين البالغين من الفتيان والفتيات من المنكرات المحرمة في الإسلام، فهي في العلمانية من التحرر الخيّر المطلوب، وهكذا، وعلى الرغم من ذلك فإن للخير والشر حقيقة في الواقع، وليس هذا مجال الحديث عنه هنا، بل المراد أن المرجعية التي يقتنع صاحبها أنها تجلب له خيراً وتدله على الخير وتبعده عن الشر وتحذره من الشرور فإنه يأخذ بها ويلتزمها ويحرص عليها، إذا كان هو في ذاته يبحث عن الخير ويتجنب الشر، أما إن كان لا يبالي في أي وادي سلك، أولم يجد في مرجعيته ما يجلب له الخير أو يدفع عنه الشر لا علماً ولا عملاً فإن استمساكه بالمرجعية سيضعف وينحل.