ثأر احمد ياسين

رحل الشيخ أحمد ياسين بطريقة كان يتمناها ويسعى لها ويتشوق اليها رحل وبقينا نحن!! (… وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ…) نسأل الله ان يكون الشيخ كذلك والله تعالى يقبض الصالحين.

تواردت عليّ رسائل كثيرة ومكالمات تقطر حزناً والماً، وتشتعل غيظاً وغضباً، ومن أهم تلك الرسائل، أناس يسألون كيـف الثأر؟ كيف الخروج من الذل والهوان؟ ماذا يمكن ان نقدم؟

وكان جوابي يتلخص في كلمات قليلة (كيفية الثأر تكون بطريقة الشيخ: تربية على الاسلام واعداد الأجيال بايمان وعلم وحكمة وصبر) وقد سلك هذا المسلك من مدة طويلة، وقد سألت الأستاذ أحمد فرح عقيلان عن مدى معرفته بالشيخ أحمد ياسين فبكى واستعبر وقال ما معناه: كان أحمد من الجيل الثاني أو الثالث من اجيال الدعوة، ولكنه ثبت حين انهزمنا، وصبر حين ضعفنا، وصابر مصابرة الجبال في تربية الاجيال على القرآن والصلاة وقيام الليل والصيام وحلقات القرآن ومخيمات التربية الاسلامية، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكلام علماء الإسلام ودعاته.

واقول بان هذا وحده هو الحل، فنحن امة جمعها الله واعزها ومكن لها بالاسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره ما اعزنا الله بل اذلنا، (… وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ…) لقد جربت الامة الادوية المسمومة من علمانية وقومية وليبرالية ثم عادت لصيدلية القرآن والاسلام لتأخذ منه العلاج الشافي والبلسم المعافي.

ولذلك يركز أعداء المسلمين على ابعاد الامة والاجيال القادمة عن هذه الصيدلية، ويشككون في جدوى ذلك، ويسخرون كل جهودهم لصرف المسلمين عن هذا النبع الصافي، الذي يخرج الابطال أصحاب الهمة والعزيمة والقوة والصبر والمصابرة.

احمد ياسين (المقعد الذي اقام العالم) نموذج للتربية الإسلامية ومثال للقناعة الدينية، ومعلم للذين قد يتيهون ويضحون بانفسهم في دروب التيه والضياع.

ايها المخدرون من الإسلام الخائفون من أهله المشككون في منهجيته كفاكم!!

ايها المهاجمون لحلقات تحفيظ القرآن ومخيمات الدعوة والمناهج الشرعية توقفوا قليلاً، فلن يحمي البلدان، ولن يرد العدوان الا أبناء السنة والقرآن، والمتعبدون في المحاريب، الساجدون الطاهرون، وليس اهل العبث واللعب والسخافات القنواتية ان اهل الايمان وأصحاب الدين هم الذين تخافهم دولة اليهود ويخافهم احلاف صهيون، ولذلك استبشروا بالقنوات الفضائحية، وفرحوا بكل ما يخفف من تدين المسلمين ويضعف من قربهم من دينهم، ويزيد من بعدهم عن الوحي وكلام علمائه ودعاته. وانتم ايها الاخوة المتعصرنون، كفاكم هجوماً على الصحوة والدعوة وعلماء الإسلام. ثأركم عند شارون وليس عند ابن تيمية وابن عبدالوهاب، ثأركم مع أعداء الإسلام ومناهجهم وليس مع أولياء الله ومناهجهم. خذوا العبرة من مقتل الشيخ ياسين ومن منهجيته ومنهجية دعاة الإسلام، ولا يستخفكم الشيطان فيسخركم ضد اخوانكم وضد اقرب الناس اليكم. لم تخرج الفلسفة الباردة من يدافع عن البلدان ويرد العدوان، ولم تنجز في النهضة شيئاً. ليس من مصلحتكم في الدنيا ولا في الآخرة ان تتوجهوا بقدراتكم نحو اهلكم وعلمائكم ودعاة دينكم، ليس لان أحداً منهم في مقام العصمة، ولكن لان الحكمة والعقل والبناء يقتضي منكم التوقف قليلاً والتأمل في المصلحة العظمى للامة. وانتم ايها الاخوة المولعون بالتبديع والتفسيق والتكفير، كفاكم ما تصنعون، اخلعوا نظارات التبديع التي لا ترون اخوانكم الدعاة والعلماء الا من خلالها، ليس لكم ثأر عند احبابكم لكل هؤلاء أقول ان المخرج الحقيقي والثأر الحقيقي هو بتربية الأجيال على القرآن والايمان والاحسان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى