سمات السنن الإلهية

الوجه الأول:
السنن الذي تخضع لهما جميع الكائنات الحية في وجودها المادي وجميع الحوادث المادية ويخضع له كيان الإنسان المادي، نمو وحركة أعضائه وحياته وموته، وهذا الوجه لا يختلف في وجوده أهل العلم، ولا في خضوع الكائنات المادية له.
ووجوده ودقته واستمرارية نظامه من أكبر الأدلة على وجود الله وربوبيته.
من سماته الثبات والاستمرار واطراد أحكامه على الحوادث والظواهر التي تحكمها هذه السنة.
فالأرض تحيا بالمطر ويخرج به منها النبات والشمس من المشرق إلى المغرب {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} الآيات {وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ}.
ومعرفة هذه السنة مباحة للجميع من مسلم وكافر وأكثرهما جدية ونشاطاً ونظراً وبحثاً وسعياً أكثرهما وقوفاً عليه وإحاطة بجوانبه وجزئياته.
الوجه الثاني من السنن الإلهية هو الذي يتعلق بخضوع البشر أفراداً وأُمَماً وجماعات له، أي أن تصرفاتهم وأفعالهم وسلوكهم في الحياة وما يكونون عليه من أحوال وما يترتب على ذلك من نتائج كالرفاهية أو الضيق في العيش والسعادة والشقاء والعزل؛ والذل والرقي والتأخر والقوة والضعف، ونحو ذلك من الأمور الاجتماعية في الدنيا، ثُمَّ ما يصيبهم في الآخرة من عذاب أو نعيم، كل ذلك يجري وفق أحكام هذا الوجه من السنن الإلهية.
تؤكد أدلة الوحي المعصوم وتبين بجلاء ووضوح وجود [سنة عامة] لله تعالى تخضع لحكمها تصرفات البشر وأفعالهم وسلوكهم، ومواقفهم من شرع الله، وما قد يترتب على ذلك من نتائج معينة في الدنيا والآخرة.
السنة
القانون والطريقة
لاتبديل لسنن الله:
{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}.
{وَإِن يَعُوْدُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ}.
{سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً}.
{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ}.
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}.
{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}.
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}.
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}.
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى