مؤثرات الصدمة
مؤثرات الصدمة
المؤثر العمري في تقبل الصدمة
عند تأمل مراحل العمر نجد أن أهم مرحلة فيه هي مرحلة الشباب, فيما يخص موضوع الصدمات بالذات؛ ذلك لأن مرحلة الطفولة هي مرحلة نشأة تعتمد على تقليد المحيط الاجتماعي ومحاكاته, ومرحلة الكهولة –في الغالب– قد رسخت لدى الإنسان قناعات معينةيصعب تغييرها بفعل الصدمات, وإن كانت لا تخلو من ذلك, أما مرحلة الشباب فإنها المجال الأوسع الذي تحدث فيه الصدمات بحكم أنها في أصلها مرحلة تحول من الطفولة إلى الرجولة, ومرحلةتطلّع واكتشاف وفحص ونقد.
وقد اختلف الناس في تحديد سنوات مرحلة الشباب وتعريفها, ويمكن تلخيص ذلك من خلال منظور أصحاب الدراسات الإنسانية.
– مرحلة الشباب, تحديدها, وأثرها في الصدمة
الشباب:جمع شاب, وهي مرحلة من مراحل العمر التي تمر بالإنسان وتتميز بالحيوية والطاقة المتجددة, والقدرة على التعلم والمرونة والأداء.
ولعلماء الدراسات الإنسانية الحديثة عدة تعريفات للشباب بحسب المنظور الذي تنطلق منه كل دراسة, وهي على النحو التالي:
- 1) المنظور العضوي الجسدي –البيولوجي:
يعتبر فترة الشباب هي تلك الفترة التي تحدث خلالها التغيرات الجسدية (البيولوجية الهارمونية) في الجسم، ويصل بعدها الإنسان إلى مرحلة النضج, وتؤثر هذه المتغيرات على الجوانب السلوكية والنفسية لديه, وتتسم هذه الفترة بالتوترات والصعوبات من أجل التكيف مع الواقع الذي يحاول العيش فيه, ويرى هؤلاء أن الفرد يصبح شابًا عندما يتم اكتمال نموه البنائي والوظيفي من الناحية البيولوجية الجسدية.
- 2) المنظور الاجتماعي -السوسيولوجي:
يعتبر فترة الشباب تبدأ حينما يحاول المجتمع تأهيل الأفراد لأداء الأدوار الاجتماعية, ويرون أن البيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الشباب لها دور بارز في سلوكياتهم.
- 3) المنظور المعرفي:
يعتبر فترة الشباب هي التي يظهر فيها التأثر بالثقافة الاجتماعية والعادات والتقاليد والمعتقدات الدينية والأوضاع الاقتصادية, وبالتالي فإن ما يتوقع من الشباب يختلف من ثقافة لأخرى, ففي المجتمعات المتحضرة تمتد فترة الشباب أكثر من المجتمعات البدائية.
- 4) المنظور النفسي:
يعتبر فترة الشباب هي تلك التي تمتزج فيها الحاجة الفردية مع متطلبات المجتمع من خلال النضج الجسمي والعقلي والنفسي وإتمام المهام التي تؤدي إلى التوافق والتلازم مع المجتمع.