مسلم اليوم بين الإستلاب والقطيعة…
إذا نحن لم نفهم المدنية الغربية جيدا وهي السائدة في عالم اليوم خرجنا من إطار عصرنا وبذلك لن نجتهد الاجتهاد الصحيح المؤدي للإصلاح والتغيير الاجتماعي المطابق لظروف العصر، ،إننا حينما نأخذ عن الغرب أو الشرق بمعيارية واضحة ونتجاوز مشاعر الرفض، لن نقف عند العلوم الطبيعية والتجريبية وما نتج عنها من تقنيات ،بل نستطيع أن نأخذ وفي أيدينا معيار الحق ما جاء في مجال العلوم الإنسانية أيضا، وبذلك فقط نستطيع معالجة الطرف المقابل الذي استخذى أمام الغرب تحت شعار الاستفادة وعدم الانعزال ، وهذا التوسط هو الموقف الصحيح بين الطرفين المتناقضين ،لأن كلا الموقفين فيه اعوجاج في التفكير، وخلط بين الثوابت والمتغيرات، وتقديس ما ليس بمقدس ،ويدل على السطحية والعجز عن التأصيل والتمحيص، والميل إلى الارتجال، والانشغال بالدعاوى ،ويشي بالخمول العقلي وغياب الموازين المحددة لما يقبل وما يرفض من نتاج الآخرين، و يدل على غياب المعايير الصحيحة التي تعرف بها أقدار الأشياء وقيمتها ،ويؤكد الانحياز للذات بدون تعقل ،والتمييز ضد الآخرين بلا تعقل أيضاً، وفي المقابل نجد المبالغة في إبراز مزايا الآخرين، والانشغال بجلد ذواتنا وتراثنا .