هيكيل سليمان

السؤال:

انا معلمة مادة الدين للمرحلة الثانوية، وأعد درساً لكن لدي فيه بعض الأسئلة أتمنى الرد عليها مثل حقيقة قصة هيكل سليمان؟ ولماذا يريد اليهود فلسطين من أجل هذا الهيكل؟ و هل هناك صور له؟
وأريد كل ما تعرفون عن الحركة الصهيونية .

جزاكم الله خيراً ،،،.

الجواب:

الأخت الكريمة ….
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع ” الإسلام اليوم ”
لما أرسل الله تعالى موسى –عليه السلام- إلى بني إسرائيل في زمن فرعون منفتاح بن رمسيس الثاني على الراجح ، ثم خرج ببني قومه من الاضطهاد الفرعوني، وذلك سنة 1213 قبل الميلاد تقريبا،ثم تمرد عليه قومه اليهود وعصوه وامتنعوا من القتال معه ودخول الأرض المقدسة ،فغضب عليهم وتركهم يتيهون في الصحراء 40 سنة، ومات موسى وهارون عليهما السلام أثناء هذه المدة، وتولى الأمر من بعدهما النبي يوشع بن نون عليه السلام فدخل بهم فلسطين لقتال أهلها الجبارين (يقال إنهم من العرب البائدة)، وتم تقسيم الأرض المفتوحة بين الإثني عشر سبطا، واستمروا على هذا الوضع العشائري حوالي قرن من الزمن حتى ظهر (طالوت)، ويعرف عند اليهود بصموائيل شاؤول،و أعطاه الله التابوت الذي فيه سكينة من الله وبقية مما ترك آل موسى،وقاتل من حوله، وكان داوود أحد جنوده فقتل قائد الأعداء المعروف بجالوت،فبرز داوود – عليه السلام – قائداً، واصطفاه الله نبيا فأصبح الملك القائد النبي،وتوجه للقدس التي كانت تعرف بأورشليم أو أور سالم نسبة إلى رجل عربي اسمه سالم كان يحكم ذلك المكان،فيما يقال،و اتخذ داود عليه السلام من القدس عاصمة لمملكته وبنى فيها بناء ووضع التابوت فيه، وهذا البناء هو الذي عرف فيما بعد بالهيكل، وبقي داوود في الملك 40سنة،وبقي الملك في ذريته وراثياً، وتولى بعده سليمان عليه السلام، وصاهر فرعون مصر، ودانت له مملكة سبأ اليمنية، ولكن ملكه انكمش بعد موته حتى انحصر في غرب الأردن، ثم انقسمت مملكة بني إسرائل وتشعبت بطونهم وعشائرهم، وتقاتلوا وسفكوا الدماء، وغدروا وقتلوا الأنبياء والصالحين من قومهم،ثم تفرقوا وتشرذموا.
ولا توجد صورة حقيقية للهيكل، وإنما صور مزعومة يروجها اليهود ليهدموا المسجد الأقصى ويقيموا الهيكل المزعوم مكانه.
أما مرادهم من احتلال فلسطين فإنهم يرونها –حسب مزاعمهم-أرض الميعاد- و الأرض التي سوف يأتيهم فيها (المنتظر) الذي يقاتلون به الناس وينتصرون ،وهو المعروف عند المسلمين بالأعور الدجال كما ثبت ذلك في نصوص صحيحة صريحة.
كما أن الغرب رأى في وجود اليهود في فلسطين فائدة كبيرة لكسر شوكة المسلمين وإذلالهم وجعلهم تحت الهيمنة اليهودية، وتحت سقف التفوق العسكري اليهودي، وبعضهم يرى وجود اليهود حتمية دينية نصرانية ،كما يرى ذلك الآن من يعرف بالنصارى المتصهينين كحكام أمريكا الآن.
أماإسرائيل فهو يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم صلاة الله وسلامه،وهم ينتسبون إليه لأن اليهود ينحدرون من الأسباط أبناء يعقوب (إسرائيل)، ومما لا شك فيه أن اليهود الحاليين والذين يبلغون خمسة عشر مليونا ليسوا كلهم من ذرية اسرائيل عليه السلام، بل هم أخلاط من شعوب الأرض المتهودين، الذين حفزتهم دوافع استعمارية ودنيوية ومصالح مختلفة للدخول في اليهودية، أما الذين يرجعون إلى سلالة إسرائيل (يعقوب) عليه السلام فهم قلة، وهم يعتبرون في دولة اسرائيل يهود من الدرجة الثانية.
أما الحركة الصهيونية فهي حركة سياسية يهودية عنصرية تستهدف إقامة دولة لليهود في فلسطين، وتمتد من البحر الأبيض إلى نهر الفرات، وقد ارتبطت الصهيونية باليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد المؤسس الأول للفكر الصهيوني المعاصر، وهدفه الأول قيادة اليهود الى حكم العالم بدءا بإقامة دولة لهم في فلسطين، وقد أقيم أول مؤتمر صهيوني سنة 1897م، وفيه وضعت أسس الدولة اليهودية، ونجحوا في تجميع اليهود من العالم وإقامة الخطط والبرامج العملية لإقامة دولتهم في فلسطين.وللصهيونية مجموعة من الأفكار والمعتقدات المستندة على ديانتهم المحرفة، وعلى عنصريتهم الكريهة،وعلى فسادهم وبغيهم ورذائلهم الخلقية والمالية والسلوكية المعروفة عنهم طوال التاريخ ،ولهم برامج سياسية وعسكرية واقتصادية تظهر متمثلة في شخصيات وأحزاب الحكام اليهود في فلسطين المحتلة،وفي جماعات الضغط اليهودي في أوروبا وأمريكا، ففي أحوال هؤلاء ما يدل على أفكارهم وخططهم ومعتقداتهم،و الحديث عن الصهيونية طويل ومتشعب لا يتسع المقام لسرده هنا،ويمكن العودة إلى كتاب الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، الصادر من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ففيه ملخص مفيد جدا في هذه القضية ومتعلقاتها.
ولا شك أن اليهود المتجمعون اليوم في فلسطين سيذوقون يوما ما هزيمة منكرة من المسلمين، وسوف لا تقوم لهم بعد ذلك قائمة، إلى قيام الساعة، وفي ذلك نصوص من الوحي بعضها صريح الدلالة وبعضها يدل على الأمر بطريقة مجملة،نصر الله المسلمين وأعادهم إلى دينهم الذي به عزتهم وقوتهم ومكانتهم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى