مفاهيم حول الحضارة والثقافةوالعلاقة بينهما.

مفاهيم حول الحضارة والثقافة
والعلاقة بينهما

مقطتف من كتاب الصدمات الحضارية “باب”مفاهيم حول الحضارة والثقافة  , والعلاقة بينهما للدكتور سعيد بن ناصر الغامدي 

ترتبط هذه القضية بعدة أمور متشعبة متداخلة أحيانًا ومتنافرة في أحيان أخرى, ويندرج ضمنها عدة تساؤلات وافتراضات وتخمينات بل وحتى أوهام لا رصيد لها من الحقيقة.

وهي متعلقة ابتداءً بقضية المستقبل على المستويين الشخصي والاجتماعي، حيث يقع المستقبل في أوليات القضايا الإدراكية والعاطفية, فهو مركوز في النفس وتتطلع إليه وتنتظر الجميل والجيد فيه، وترى فيه نسخة أمل وإمكانية فكاك من مضايق وأعباء الحاضر الآني, أوترى فيه مجالا لاستزادة واكتساب أفضل مما هي عليه الوقت الراهن, وهذا حافز فطري لا ينطفي إلا بالموت أوبمرض اليأس والإحباط.

إن الإنسان يعيش داخل وعاءين كبيرين لا يمكنه الخروج منهما ولا الانفكاك عنهما, وعاء المكان ووعاء الزمان، وهذا الأخير أكبر مساحة وأوسع امتدادًا، وهو عند المسلم منقطع في الدنيا ولكنه من جهة أخرى مستمر في الحياة الآخرة؛ حيث الخلود الأبدي وأما المكان فمحدود بحكم التنقل في دور ثلاث هي الدنيا ثم البرزخ ثم الآخرة.

وفي العالم من يفكر في المستقبل ويضع الخطط والبرامج الشخصية أوالأممية لسنوات عديدة على المستوى الفردي, ولقرون طويلة على مستوى الأمم والمجتمعات, ولكن هل يملك الإنسان القدرة فعلا على امتلاك المستقبل والتحكم في مساره بالصورة التي يتخيلها أويضع الخطط لأجلها؟

وفي مسيرة الحياة تأتي منعطفات عديدة تعيد تشكيل الصورة الذهنية للمستقبل, وربما تغير الخارطة الإدراكية بالكامل.

كما أن في الوحي الصحيح, والمدّعى, وفي أنواع التنبؤات المبنية على تحليلات ودراسات, أوعلى تكهنات وخرافات؛ فيها أيضًا معالم يرسمها الناس للمستقبل أومحاولات لوضع تلك المعالم.

وفكرة المستقبل تختلف من إنسان لآخر, ومن أمة لأخرى, بناء على أمور عديدة منها: التكوين الإدراكي والنفسي, فقد تكون الفكرة غائمة أوسطحية, وقد تكون عميقة وواضحة, وقد تستند إلى معرفة وإدراك, أوإلى خيالات وأوهام وتخرصات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى