الحملة الفرنسية
الحملة الفرنسية
الحملة الفرنسية في عام 1212ه/1798م: ويعتبرها المصدومون بداية الفتح العظيم, ومقدمة الانفتاح على العالم المتحضر, ويتحدثون عنها باعتبارها أعظم المآثر, وأفضل الإنجازات, لم يذكر هؤلاء أنها كانت حملة صليبية, واتخذت من مصر قاعدة لقطع الطريق بين بريطانيا والهند بسبب التنافس الاستعماري.
جاءت الحملة الفرنسية ببعثة علمية وبمطبعة عربية لطبع الأوامر والتوجيهات والمنشورات “التحديثية” و “التقدمية”!! التي يصدرها الفرنسيون إلى المسلمين في مصر!! وكانت المطبعة بحد ذاتها صدمة لبعض المسلمين, وبدأ قائد الحملة ينفذ مخططه الصليبي بالمخادعة والتلاعب بالناس حين زعم أنه مسلم مثلهم, وأول نقاط المخطط التي بدأ بتنفيذها فعلا, محاولة تنحية الشريعة الإسلامية.
وبدأت المطبعة تطالب الناس وتقنعهم بالخضوع للحملة الفرنسية ولأوامرها وإرشاداتها التي لا تريد من ورائها سوى الخير للمسلمين!!, وأن الإيمان بالقدر يستلزم الاستسلام الكامل للفرنسيين وعدم مقاومتهم, وطبعت المطبعة القانون الذي كان يستهدف إبطال الشريعة الإسلامية بالتدريج.
وقامت “البعثة العلمية” – حسب تسميتها -بنبش آثار الوثنية الفرعونية لتربط المصري بها بدلا من الإسلام, أو على الأقل ليتذبذب بين الإسلام والوثنية
وجاءت الحملة معها بمجموعة من البغايا والساقطات, وأرسلتهن في الشوارع حاسرات مظهرات لمفاتن أجسادهن, مغريات للمسلمات بتقليدهن والسير على منوالهن.
وعلى كل حال فقد كانت هذه الحملة العسكرية الموجهة صدمة المسلمين والعرب وكانت ذات أهداف استعمارية واعتقاديه, وكان لها نتائج سياسية واقتصادية وفكرية وسلوكية بالغة على مصير العرب في العصور الحديثة, وأسهمت في تفكيك الدولة العثمانية, تمهيدا لاقتسام ممتلكاتها بين الدول الكبرى كما حصل بعد الحرب العالمية الأولى.