رفض مفهوم المركزية الغربية
لقد كان كل من الخطابين الارتمائيوالانفكائي ينظر إلى الغرب ككتلة واحدة مصمتة, ذات مركزية قاهرة غالبة لا حل للتعامل معها إلا بالإذعان لها أو الرفض, وكان أحسن أحوال بعض المقلدين من يمارس خطابا اعتذاريااستجدائيا, لا يتمكن معه من إبراز صورة الإسلام الحقيقية الناصعة بل يحاول أن يجعلها متماشية مع التصور الغربي.
أما أصحاب الموقف الاصطفائيفقد نظروا في الأمر بحكمة؛فوجدوا أن الرفض الكامل للغرب شأنه شأن القبول الكامل له, ومن أسباب ذلك تغلغل فكرة مركزية الغرب, فقاموا برفض مركزية الغرب، وقاوموا دعاوى عالمية الغرب, التي يحاول الغرب أن يصبغ بها كل أعماله وتصوراته وتقسيماته للعالم, بل وحتى حروبه الخاصة, والمنظمات الدولية الخاضعة لهيمنته.
ورفض فكرة (مركزية الغرب) ليست مجرد شعار يرفع بل عدالة تطبيق, وعقلانية صحيحة يجب أن تسود، عوضاً عن الامبريالية الغربية وعولمتها الحديثة المرتبطة دائما بادعائه المركزية, وما يترتب ذلك من استحقاقات مدّعاة أيضاً كالشرعية الدولية, والجوائز الدولية, والمواقف الدولية, التي تعني في نهاية الأمر الغرب وحده.