أهمية معرفة السنن الإلهية وسبل ذلك
قال تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} من الضروري جداً للمسلمين عموماً، والدعاة والساسة منهم خصوصاً أن يتفهموا سنن الله في الاجتماع البشري ليعرفوا أسباب النجاح والهلكة فيأخذوا بالأولى ويتخلصوا من الثانية.
السبل لمعرفة السنن:
1 – الرجوع إلى كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم، ففيهما القول الفصل: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}.
قال الألوسي في تفسير 14/ 214 في تفسير هذه الآية: (والمراد من كل شيء ما يتعلق بالناس أي بياناً بليغاً لكل شيء يتعلق بذلك ومن جملة ذلك أحوال الأمم مع أنبيائهم).
2 – معرفة قصص الأمم السالفة وماذا حدث منها مع أنبيائها وماذا حدث لهم من فوز أو عذاب ولذلك أتى القرآن العظيم بقصص السالفين.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى: (وإنَّما قص الله علينا قصص من قبلنا من الأمم، لتكون عبرة لنا، فنشبه حالنا بحالهم، ونقيس أواخر الأمم بأوائلها، فيكون للمؤمن من المتأخرين شبه بما كان للمؤمن من المتقدمين، ويكون للكافر والمنافق من المتأخرين شبه بما كان للكافر والمنافق من المتقدمين، ثُمَّ قال: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى} أي هذه القصص المذكورة في الكتاب ليست بمنزلة ما يفترى من القصص المكذوبة، كنحو ما يذكر في الحروب من السيرة المكذوبة).
3 – النظر في التاريخ ودراسته في حصة متأنية واستخراج العبر، وقياس النظير بنظيرة.
قال د/ يوسف القرضاوي في الصحوة الإسلاميَّة بين الجحود والتطرف ص 100 – 104: (ومن غرائب ما قرأت وسمعت، موقف قيادة الجماعة التي سموها ((جماعة التكفير والهجرة)) من التاريخ كما شهد بذلك شاهد من أهلها، فقد سجل الأستاذ عبدالرحمن أبو الخير في ذكرياته عن ((جماعة المسلمين)) – وهذا اسمها عند أصحابها وأتباعها – هذا الموقف باعتباره أحد أوجه الخلاف بينه وبين الشيخ شكري مؤسس الجماعة؛ إذ كان الوجه الرابع منها هو ((عدم الاعتداد بالتاريخ الإسلامي، فقد كان شكري يعتبره وقائع غير ثابتة الصحة، وإن التاريخ عنده هو أحسن القصص في القرآن الكريم، ولذا يحرم دراسة عصور الخلافة الإسلاميَّة، أو الاهتمام بها)).