الممارسة الاستدلالية المعرفية

تداول بعض الناس في المنتديات رداً طويلاً ضد الحملة العالمية لرد العدوان، كتبه شخص سمى نفسه سعيد الغامدي، وقد تواردت علي أسئلة واستنكارات واعتراضات كثيرة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني ظنا منهم أنني أنا الذي كتب ذلك الرد؟
وإيضاحاً للأمر أود أن أبين بأنني لم أكتب هذا الرد، وأعتب على الذين يعرفونني كيف يظنون بي أني أصل إلى هذا المستوى في الكتابة، وهذه الدرجة من الطرح!!. وأنا مضاد لكل عمل تقويضي تخريبي يستهدف الأخيار وأعمالهم ومشاريعهم. إضافة إلى ما في الرد من ميل نحو التكفير والرمي بالزندقة والضلال والفساد العقدي ونحو ذلك فيما لا يتوافق مع منهجي الذي ارتضيته والذي أعلمه لطلابي منذ أكثر من عشرين سنة في الجامعة والمساجد وغيرها, ثم إن هذا الرد مترع بالنقد الشديد والانتقاص الشنيع لفضلاء نبلاء، وخاصة للشيخ الفاضل والأخ الصديق د/ سـفر الحوالي الذي تصدى له الكاتب تصدياً عنيفاً، لا يليق بمن هو دون منزلة الشيخ، فكيف برجل له سابقة خير وفضل ونصح، وقدم راسخ في الدعوة والعلم والعمل الصالح.
وغاية ما في هذه الكتابة تزييف مشروع الحملة وأشخاصها،لأنها لم تأت عبر الطريق الوحيد الذي يؤمن به الكاتب – فيما يظهر من كتابته- طريق الزناد والتكفير والتبديع.
ولزيادة الإيضاح فإنني- من فضل الله – أحد المؤسـسين لهذه الحملة، وأحد أعضاء الهيئة التنفيذية، وأشـرف بإخواني الذين أعمل معهم، وبالبذل في هذا الميدان، خدمة لأمتي ونصيحة لها وحرصا على ما به عزها ومكانتها ومجدها.
و ليس من حق أحد منع النقد، ولكن الذي ينبغي على من أبى إلا النقد أن يكون صاحب علم يدفع به الجهل، وعدل يدفع به الظلم، وحلم وأناة يدفع بها العجلة والطيش، وأساس العلل والأمراض النفسية والقلبية من هذه الخصال الثلاث (الجهل والظلم والعجلة)، كما تنص على ذلك الآيات الكريمة، كما يلزم أن يكون بيننا نحن المسلمين – وإن اختلفنا – من صفات الأدب والتعفف، ومروءة الإيمان، وشيم الكرام، ما يلم شملنا ويوحد صفنا، وأوجب ما يجب في هذه المضايق البعد عن الفجور في الخصومة، وتسجيل العثرات، وتتبع السقطات، وفهرسة العثرات. وأود أن أهدي لأخي سعيد الغامدي هذه القواعد العلمية لعلها تفيده في المستقبل عند كتابته عن قضية أو موضوع ما، وهي ما أسميه: قواعد عامة في الممارسة الاستدلالية المعرفية:
1- لا تدّع ما لا تطيق إثباته
2- لا تقل ما لا يفيدك ولا يفيد غيرك
3- لا تقوّل غيرك ما لم يقل
4- لا عبرة بإضمارك عند وجود تصريحك
5- لا ينسـب لك قول ما لم تتكلم
6- البينة على المدعي…
7- الأصل براءة الذمة وفراغ السـاحة
8- لا محظور مع الإباحة
9- لا تكليف مع عدم الاستطاعة
10- ما جاز بعذر بطل بزواله
سـائلاً الله – تعالى – للحملة التوفيق والسـداد، ولأخينا صاحب الكتابة الهداية لما فيه خيره وخير أمته….. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى